طـفــلةٌ عــجـوز1
طـفــلةٌ عــجـوز
سيدي
اسمح لي أن أبدأ قصتي من البداية عندما كنت طفلة صغيرة , وكان والدي عامل في إحدى المصانع و والدتي كانت ربة منزل و كنا نعيش مع جدتي لأبي ـ في شقتها ــ و كنت الأخت الكبرى لأخ وحيد , ورغم صغر الأسرة إلا أنها لم تكن أسرة سعيدة ؛ و على الرغم من ذلك فكانت مركبنا تنساب على صفحة الحياة في هدوء؛ حتى جاء يوم ورحلت عنا جدتي و تغير والدي تماماً و زادت عصبيته فكان ينهر كل من في البيت و لا يتورع أن يضرب أي أحد حتى والدتي, لقد وصل به الحد يا سيدي حتى أنه طرد شقيقه من البيت و هو ينهال عليه بالسباب و اللعنات .
و زادت الحياة صعوبة عندما أصيبت والدتي بالصرع , فتحولت حياتنا إلى جحيم حقيقي ــ فبرغم مرضها لم يرحمها أبي من لسانه ويده ــ و تقاذفت الحياة بمركبنا و أحنت صاريته و مزقت قلوعه ؛ و كانت النهاية برحيل والدتي لتتركني مع أبٍ لا يرحم.
لقد أضحيت ــ يا سيدي ــ بعد وفاة والدتي المسئولة الأولى عن البيت و أنا بعد في السابعة من عمري ؛ كنت أعود من مدرستي لأعد الطعام لوالدي ــ والذي كانت تساعدني فيه جارتي ــ قبل أن يأتي والدي من عمله , ولم يطل هذا كثيراً فقبل مرور العام تزوج أبي من أخرى ــ و كأنه صعب عليه أن يرحم بنات حواء منه ــ 0
لقد كانت زوجة أبي امرأة ودودة صبورة , كانت تخشى العودة لمنزل والدها فقد كانت من أسرة رقيقة الحال كثيرة العيال فهي الأخت الرابعة لعشر أشقاء , فقد كانت تتحمل أبي و عصبيته و تدافع عنا إذا ما حاول أبي ضربي أنا و أخي , وبعد عاما انضم أخ جديد لرحلة العناء و الشقاء.
لقد أضحيت امرأة عجوز و أنا بعد في العاشرة , لا تستغرب يا سيدي فإن العمرــ بالنسبة لي ــ يحسب بعدد لحظات الشقاء و التي إن أحصيتها ستجدني امرأة أكل منها الدهر وشرب.
و وسط كل هذا كان هو مبعث الأمل لي في هذه الدنيا , فقد كان النسيم الذي يلطف لي قيظ حياتي ,لقد كان بالنسبة لي كالواحة في الصحراء القاحلة , لقد كانت نافذة غرفته تواجه شرفتنا, آه سيدي لو تشعر بمدى فرحتي و أنا أشب من خلف سور نافذتي لكي أراه, لقد كان هادئ خجول , تخيل يا سيدي إنه كان يخجل مني , و أنا مازلت في الصف الثاني الابتدائي و هو الطالب بالثانوية العامة؛
3 Comments:
دي قصة حقيقية؟:(
يعنى بس لسه ليها باقي
بداية جميلة ومشوقة
اتمنى اكمل قرايتها على خير
Post a Comment
<< Home